أثارت مقاطع فيديو وصور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنها لعناصر إخونجية من جنسيات مختلفة، وهم مشاركون في مسيرة دعا لها أنصار النظام المخلوع في السودان «الكيزان» الجمعة الماضية، الكثير من ردود الفعل على ما اعتبر انتهاكا لسيادة البلاد وينذر بدخولها منعطفا خطيرا، في ظل ما يسمى تعاطف الإخونج في العالم مع النظام المخلوع في السودان.
وفيما خرجت المسيرة محدودة العدد من بعض المساجد المعروفة بانتمائها لنظام البشير المخلوع، تداول الكثيرون صورا قيل إنها لأجانب شاركوا في المسيرة، وأبدى الكثيرون احتجاجهم على مثل هذه المشاركات، في وقت يعتقد البعض أن يكون هؤلاء ممن منحهم البشير في وقت سابق جوازات سفر سودانية، آوى بموجبها الكثير من قادة الإخونج الفارين من بلادهم والمطلوبين على ذمه قضايا جنائية وإرهابية، مثلما فعل مع الإرهابي الهالك أسامة بن لادن وجماعته.
وفي وقت اعتقد البعض الصور المتداولة لمشاركة من أسموهم قيادات الإخونج ومتعاطفين معهم في المسيرة مجرد فبركة وصورا مختلقة، أعلنت وزارة الداخلية السودانية رسميا على حسابها الموثق في تويتر مساء السبت أنها تفاعلت مع ما تم تداوله، وأنها قبضت على 5 عناصر أجانب كانوا في مسيرة «جمعة الإخونج»، وأنها اتخذت إجراءات قانونية في مواجهتهم، واختتمت البيان بدعوة المواطنين إلى الإبلاغ عن كل ما يهدد الأمن وفقا لشعار «الأمن مسؤولية الجميع».
وفيما لم تعرف بعد ماهية الإجراءات التي تم اتخاذها بحق تلك العناصر، وما إذا كانت بحوزتها جوازات سفر سودانية، أضافت وزارة الداخلية لاحقا أن وزير الداخلية الفريق أول شرطة حقوقي الطريفي إدريس دفع الله، أصدر قرارا أخيرا بوقف تجديد جوازات السفر للسودانيين من أصول أجنبية الصادرة خلال الفترة من يناير ٢٠١٤ حتى أبريل ٢٠١٩ (وقت سقوط نظام المخلوع البشير)، وحظر مؤقت للأرقام الوطنية «الجنسية» لأغراض المراجع، ووقف كافة المعاملات الهجرية لحين مراجعة السلطات المختصة، داعية الأجانب الذين شملهم القرار لمراجعتها (بعد عيد الأضحى المبارك) اعتبارا من الخميس 13 أغسطس، وعلى حاملي تلك الجوازات خارج السودان مراجعة السفارات السودانية في محال إقاماتهم.
وفيما طالب أحد السودانيين في تغريدة له على تويتر الداخلية السودانية بأن تكون المراجعة للجوازات «من 1994 مع دخول الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين وليس 2014»، ردت الوزارة بأن المراجعة بدأت قبل ذلك بكثير، وتسير وفق خطة مدروسة، حسب قولها.
وأضافت أن «العمل تم تقسيمه فنيا وفق عمل اللجنة المتخصصة، لم تغفل أي فترة».
ولم تعرف بعد هوية تلك العناصر، إلا أن مصادر إعلامية نقلت أن من بينهم يمنيين وإندونيسيين. ووسط التساؤلات بشأن السر وراء بقاء عناصر إخونجية أجنبية في السودان، بعد سقوط المخلوع البشير، وتداول صور أشخاص قيل إنهم أجانب شاركوا في المسيرة الإخونجية، ظهرت ما سميت وكالة غزة الآن «التابعة للإخونج» متهمة السودان بأنه يختطف الداعية الفلسطيني محمود الحسنات، ثم عدلت الأمر من اختطاف إلى اعتقال دون أن تلغي التغريدة الأولى، لتقول لاحقا على حسابها في تويتر إن السلطات السودانية تعتقل وتنشر خصوصياته وممتلكاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تكتف الوكالة بذلك، بل أضافت نقلا عمن أسمتهم شهود عيان بأن السلطات السودانية اشتبهت بالداعية على أنه مشارك في مظاهرات يوم الجمعة، وأن صورة«من شارك في المسيرة» واضحة جداً انها لا تشبه الداعية.
وأضافت أن السلطات «السودانية» على ما يبدو أرادت التأكد، وقالت «نطمئن أهلنا في فلسطين بأن الداعية سيخرج قريباً» دون توضيح لما استندت عليه من حيثيات الإفراج عنه، خصوصا أن السلطات السودانية لم تلمح لأي إفراج أو تأكد من المشاركة، بل أكدت أن القبض شمل من شاركوا في المسيرة.